أنجزت دائرة الأشغال العامة بالشارقة حديقة العالم الإسلامي بالشارقة والتي تقع بالقرب من المدينة الجامعية على طريق الشارقة الذيد. وافتتحت لزوارها بحضور سعادة المهندس علي بن شاهين السويدي رئيس الدائرة و سعادة خالد بن بطي الهاجري مدير عام المدينة الجامعية بالشارقة وحشد من المهندسين والزوار للحديقة متخذين كافة الإجراءات الإحترازية ضمن الظروف الراهنة المحافظة على سلامة المجتمع. لتجسد إضافة مهمة لقطاع السياحة  إذ تضم أفضل المرافق والخدمات التي تجعلها تنافس تلك الحدائق القابعة في دول العالم كافة بتسليطها الضوء على الجانب الترفيهي و الثقافي معا.

وأكد المهندس علي بن شاهين السويدي أن رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة تجسدت بأن تضم الحديقة لوحات تحمل أسماء علماء مسلمين ومخترعات إسلامية، ونبذة عن تاريخهم، وفترة انشغالهم بهذه العلوم، وهذه المعلومات موضوعة بطريقة جميلة بالرسومات، وتحتوي هذه الحديقة على معلومات 16 عالماً مسلماً، بحيث تدخل الثقافة والمعرفة إلى عالمنا، ولأطفالنا، وشبابنا لتقوم الحديقة بتغذيتهم فكريا بمجرد لمحها أثناء مرورهم بالحديقة، فيغادرون الحديقة وهم على معرفة ب16 عالماً من علماء المسلمين، ومن دون تكلفة، ويتوسط هذه الحدائق ممشى، ويستطيع زائرهما أن يعبرهما طولياً بالكامل، فيمر على نصب الثقافة الإسلامية، ثم على المقهى المخصص للخدمات.

وقد تبنى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة هذا المشروع ، لرؤيته الثاقبة بأهمية ارتباط الدين بالعلم، ورغبته في نسج أسماء علماء الأمة الإسلامية في حديقة إسلامية جوهرها التفكر، وهدفها تحسين التعليم وتعزيز الوعي ضمن إطار التنمية المستدامة، والمحافظة على التقاليد الإسلامية و العربية وأن الأمة الإسلامية كانت سباقة لرفع لواء العلم والآن ها هي ذي الشارقة تحمل لواء العلم وترفعه عاليا لتعيد أمجاد حضارة العلم والثقافة ولتقف شاهدة على سمو الثقافة الإسلامية.

وتضم الحديقة مبنى المقهى والوجبات السريعة مشتملا على كافة الخدمات من جلسات للعائلات و دورات مياه ومنطقة التحضير  بالإضافة إلى مناطق لألعاب الأطفال خارجية تقع الأولى منها على مساحة 1400 مترا مربعا محاطة بأرضية مطاطية والأخرى بأرضية رملية على مساحة 400 مترا مربعا.

كما تشمل الحديقة على نافورتين للمياه بقطر 8 أمتار وارتفاع للمياه يبلغ أقصاها المترين بالإضافة إلى 3 أحواض زراعية ومساحات خضراء تفوق مساحتها المائة ألف مترا مربعا علاوة على مماشي الأنترلوك التي يبلغ طولها 1800 مترا.

وتضم الحديقة أيضا 36 عمود إنارة تجميلي مزودة بثلاثة مصابيح للإنارة لتوفير الإنارة اللازمة وينسجم مع شكل الحديقة ويتخلل الحديقة أربعة بوابات للدخول موزعة على أضلاعها الأربع المستطيلة.

وصمم مبنى المطعم على الطراز الأندلسي تخدم الزوار من الأعمار كافة ويتألف من واجهات مصصمة تراعي هذا الطراز، إذ تتناغم الأقواس الثلاثين المشكلة لواجهتها الأمامية والخلفية تعلو كل منها زخارف إسلامية و 10 زخارف نباتية فوق كل قوس وتعلو كل منها شكل القبة الإسلامية المذهبة بحيث تتناغم مع شكل الحديقة وتشكل تناسقا هندسيا مع قبة النصب والقبب الذهبية التي تعلو المجسمات التي تحمل أسماء العلماء .

وتقع الحديقة إلى الجهة الغربية  من النصب التذكاري للشارقة عاصمة العرب الثقافية 1998 بالقرب من المدينة الجامعية مطلة على طريق الشارقة الذيد. ويأتي المكان نظراً لمميزات الموقع الاستراتيجية، حيث يقع في وسط مدينة الشارقة وعلى أحد أهم الشوارع الحيوية التي تعتبر من المداخل الرئيسية للمدينة، وبالقرب من إحدى المنافذ الجوية الهامة على مستوى المنطقة وهو مطار الشارقة الدولي الذي يخدم عشرات الآلاف من المسافرين. فضلاً عن قربه من المدينة الجامعية التي يرتادها الآلاف من الطلبة والمعلمين والمختصين والباحثين في العديد من الكليات والجامعات والمعاهد والمكتبات والمراكز البحثية المختلفة، إضافة إلى ذلك فإن الموقع سيشهد إقامة عدد من المرافق التعليمية والخدمية والترفيهية للعائلات والأطفال، مما سيضفي على المكان عنصر جذب سيحقق إقبالاً كبيراً من قبل الزوار والمرتادين.

وجاء تأسيس حديقة العالم الإسلامي من أجل تحقيق حزمة من الأهداف من بينها تقديم مفهوم جديد في قطاع الحدائق يعزز من الثقافة العلمية في المجتمع خصوصاً لدى طلبة الجامعات والتي تشكل بصمة ثقافية إسلامية لإمارة الشارقة وتعد إضافة فريدة من نوعها في السياحة الإسلامية لإمارة الشارقة كما تعتبر مفهوماً جديداً خلاقاً ومفتوحاً على آفاق بلا حدود في عالم الحدائق.

كما تهدف الحديقة الإسلامية إلى تعريف كافة المجتمع بعلماء الإسلام والوجه الحضاري له ويضم الشق الأيمن من الحديقة مجسمات تضم أسماء و معلومات عن علماء بالإضافة إلى صورهم تعلوها قبة مذهبة، هؤلاء الذين أثروا الحضارة الإسلامية بعلومهم ومعارفهم مرتبين وفق تسلسل علمي بحيث تشمل مختلف العلوم من علماء الطب والفلاسفة والفلك والجغرافيا أمثال ابن خلدون وابن النفيس و ابن سينا و الحسن بن الهيثم وأبو القاسم الزهراوي  وأبو نصر الفارابي وأبو بكر الرازي ومحمد بن جابر البتاني.

بينما يضم الجناح الذي يليه أسماء العلماء يعقوب الكندي و بنو موسى و محمد الإدريسي  و ابن البيطار و جابر بن حيان و محمد بن موسى الخوارزمي و ابو إسحق الزرقاني  و ابو القاسم عباس بن فرناس . كذلك تهدف الحديقة إلى التوعية بالمنجز الحضاري الإسلامي في مجال العلوم، وإعداد قاعدة بيانات علمية ورفع كفاءة الأداء في مجال البحث العلمي.

و تتمتع حديقة العالم الإسلامي بطابع إسلامي مميز تجسده تصاميم الحديقة الحديثة والتي تطابق أفضل المواصفات العالمية، بالإضافة إلى وفرة أحدث المرافق والخدمات. و تصنف على أنها مشروع ثقافي عصري ينبثق من المنجز الحضاري والعلمي للإسلام، وهي فرصة رائعة لشرح الكثير علماء أثروا الحضارة في المجالات العلمية والطبية. وتقف هذه المعالم أمام طلبة العلم من مرتادي جامعة الشارقة والجامعة الأمريكية وكليات التقنية كأمثلة وشواهد و تيسيراً على الزائر للاستمتاع والتعلم في ذات الوقت.

وتساهم الحديقة بزيادة الرقعة الخضراء في الإمارة والتنوع في المعالم المختلفة، وستكون المنطقة نقطة جذب مهمة للمواطنين والمقيمين والسياح على حد سواء. كما تهدف لى إثراء فضول الراغبين بالاطلاع والتعرف على ثقافة الحضارة الإسلامية من مختلف الديانات والجنسيات، بما يساعد في مد جسور التواصل الفكري والثقافي مع مختلف الشعوب. وتقدم للزوار فرصة الاطلاع على الإنجازات الثقافية للدين الإسلامي والتي تدعم المجالات العلمية والطبية عن طريق شرح وافٍ عن علمائها.